لحم ودم

Archive for February 2009

أبي أنا أسف
أحس بروحك تداعبني وتلاعبني
أسمع همسك في إذني
أراي احزانك والامال
أشعر بيديك تحملني
بدفئي حنانك يغمرني
دمعات عيونك علي خدي
ترسم معني الحب


من يزرع خيراً يحصد خيراً
لم تحصد غير شروري
ورحلت
رحلت إلي دنيا لا أعرفها
لم ياتي منها من قبل احداً
ليتلوا إلينا كيف تعيش


أتذكر يوم نجاحي
والفرحة ترسم وجهك
أشعر معني الفرحة بين يديك
أتذكر أيام ترسمنا ونرسمها
تداعبنا ونداعبها


لم أنسي يوماً قط
دمعات عيونك
لم أنسي يوما
همسك في أذني “صبراً ، صبرا”
أحلامك والأمال
أن يصبح هذا الطفل غلاماً رجلاً
يحمل فاساً أو قلماً


في ذكري أبي الذي رحل عن عالمنا إلي عالم أظنه افضل وارحم وأجمل علّا الله يعوضه خير مني ويجزيه عن تربيتي صغير ورعايتي كبيرا خيراً ولا أملك اليوم إلا أن أقول آسف.


२३/१२/09
هنا في وجداني مشهدين في كلاهما أنا وأبي.
الأول في غرفة العناية المركزية بمستشفي القصر العيني.
يرقد طفل يلفظ أنفاسه الأخير
علي سرير الموت يرتجف ، خائفا لم يقد للحياة شيئ ولم يأخذ منها شيء.
صفحة بيضاء، لم يخط بها قلم ولا سطرت صفحته قط.
ينظر حوله لا يري سواء اسرره لإناس لم يخرج احد يمشي قط.
الكل محمول علي اعناق غيرهم ، عويل وصياح ونحيب وصراخ وشق لجيوبا.
لم تشقق من قبل لإحدا.
أب ، أخ او زوج غالي أصبح مرحوماَ!

ثم ياتي ليل اخر بسواده وسكونه إلا من صراخ وغناء لصراير الحديقة ، سمعتها يقولوا نحن الاحياء في هذا الكون. وسمعت آنيين مريض يتوجع ، سيغادر جسده بعد يوم أو يومين.

ويظل الطفل مرتجفاَ
يسمع همس كلام ،
يسمع صوت طيب يجزم أن الموت آت ، آت.
وأبا تذرف عينه دموع منفطر قلبه
ولدي ، ولدي لن يرحل قبلي سيعيش ، سيعيش
يده ملفوفا بيدي وبيده الأخرة مسبحا “حمدا لله ما أعطي ، حمدا لله”.
الكل فقد رجائه.
الطفل محتاج لمعجزة وزمان الاعجاز قد ذهب وولا.

الطفل نائم في سريرَ والموت يطوف وكئان الحلم حياة
أطياف بيضاء ورمادية تحلق من حوله وتحوم ، وثرثرة لم يدرك منها شيء.
ينتفضد الجسد بين الفينة والاخر.
وانيين من شدة آلم.
لم يبكي فبكائه حرم.
لم يبكي في قومه إلا النسوة …. وأبي.

وأبي لا يمك غير دعاء وبكاء ورجاء.
لرب يسمع يبصر ويجييب أحيانا.
لو ييئس يوما من رحمة ربه.


وتمر ايام.
ويخرج الطفل من رحم الأموات حيا علي قدميه.
ويعيش الطفل طويلاَ رغم توكيد العلماء.

في مشهدا اخر كنت ذاهبا مع أبي لزيارة الطبيب.
فقال الحج سيظل معنا يوما او يومين
وسيخرج
ويشهد ذبح خروف العيد.
ويوزع لحمه علي الفقراء والمساكين.
رزقا قد كتب إليهم.
وجلسنا في المشفي سويا.

في غفلة.
فررت روحه إلي بارئها.

لم أمسك يده
لم أقراء له قرآناَ
لم أدعو برحمة
لم تذرف عيني بدمعة

أتذكر عجزي وضعفي لحظة موته
لم أملك شيئ ، لا أعرف شيئ
لم أدعو برحمة

في ذكري رحيل الجسد
تتوحد روحي وروحه
أتذكر همسه في أذني.
اسمع نبض كلامه

في ذكري رحيل الجسد
لا أملك غير الصبر
والصبر مفتاح وطريق

أحلم
بلقائه ولو حلمنا
بلسمة يدهه تداعبني

أدعو
أدعو الله أن يغفر لي ما سلف

في ذكري رحيل الجسد
أتمني
أتمني يا أبي تسامحني
لم أمسك يدك
لم أقراء لك قرآنا
لم أدعو الله إليك برحمة

في ذكري رحيل الجسد
لا أملك غير الصبر
أحلم بلقائه ولو حلمنا
بلمسة يدهه تداعبني
ادعو الله
ادعو الله اني يغفر لي ما سلف
في ذكري رحيل الجسد
اتمني يا ابي ان تسامحني
لم امسك يدك
لم اقرا لك قرآن
لم أدعو الله إليك برحمة
في ذكر رحيل الجسد

لندن 23/12/2008

لا تسائلني عن أخطاء اليوم
لا تسائلني عن أمسي فهو ملكي لوحدي
لم اسئلك ماذا فعلت ولن أسئل
ماذ ستفعل
أعرف انا إنسان مثلي واكثر

لندن 23 /12/ 2008

لست ملاك بجناحين
أو شيطان ذو قرنيين
أنا إنسان ذو عينين
يأكل يشرب يلعب في الطين أحيانا
يخطي حين يعفوا ويصفح
يغضب يكره ويحب
أنا أنسان طين ماء
أنا أنسان روح وحياة
سيغادر يوما وتبقي الذكري
ليوم أو يومين

لندن 23 / 12 / 2008

قبل ان نمارس الحب.
وضعت عدستها الاصقة.
سألتها ؟
قالت.
أحب أن أري ثنايا جسدك.
أن أري خطوط وجهك.
أن أراك كما احسك.

بعد بضعة أيام.
وضعت عدستها الاصقة.
فعرفت!!!
أن الثنايا لم تعد تبهرها.
وأن الوجه غابت عنه نضارته.
وأنها لإرضاء الجسد.
لا لممارسة الحب.

لندن 8 – 2- 2009